رسوم ترمب التجارية الجديدة- صدمة تنتظر الاقتصاد العالمي وردود فعل دولية

يستعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء) للإعلان عن فرض رسوم جمركية جديدة وكبيرة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وهو ما يمثل تحولًا جذريًا عن القواعد التجارية الراسخة التي سادت لعقود طويلة.

من المتوقع على نطاق واسع أن تواجه هذه الخطوة ردود فعل قوية من قبل شركاء واشنطن، مما قد يؤدي إلى تصاعد التكاليف وربما إشعال حرب تجارية عالمية.

لا تزال تفاصيل خطة ترمب، التي من المقرر الكشف عنها اليوم (الأربعاء) في حدث أطلق عليه بشكل رمزي "يوم التحرير"، قيد المراجعة النهائية. وتجري اجتماعات مكثفة قبيل مراسم الإعلان المرتقبة في البيت الأبيض، والمقرر إقامتها في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:00 بتوقيت غرينتش).

أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أمس (الثلاثاء) أن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز النفاذ بشكل فوري بمجرد الإعلان عنها. وأضافت أن رسومًا منفصلة بنسبة 25% على جميع واردات السيارات ستصبح سارية المفعول غدًا (الخميس) الموافق الثالث من أبريل.

أشار ترمب في مناسبات عديدة إلى أن خطته تهدف إلى تحقيق توازن في الرسوم الجمركية الأمريكية، التي يراها منخفضة مقارنة بتلك التي تفرضها الدول الأخرى. كما يهدف إلى مواجهة القيود غير الجمركية التي تفرضها بعض الدول، والتي يعتبر أنها تضر بالصادرات الأمريكية وتقوض قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

كشفت تقارير إعلامية أن ترمب يدرس فرض رسوم جمركية عالمية موحدة بنسبة 20% على جميع الواردات، وهو ما قد يثير استياء واسع النطاق بين الدول المصدرة.

أعرب رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، عن أن بلاده ستتعامل "بحذر شديد" في ردها على "الإجراءات غير المبررة التي تتخذها الحكومة الأمريكية". وشدد على أن كندا ستدرس جميع الخيارات المتاحة لحماية مصالحها التجارية.

من جهتها، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين: "نحن لا نسعى بالضرورة إلى اتخاذ إجراءات انتقامية... لكن لدينا خطة قوية ومعدة جيدًا إذا اقتضى الأمر". وأكدت أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد بحزم إذا تضررت مصالحه.

في المقابل، تأمل بعض الدول في الحصول على معاملة تفضيلية وأكثر تسامحًا، على غرار فيتنام التي قامت بتخفيض رسومها الجمركية على مجموعة من السلع في محاولة لاسترضاء واشنطن وتجنب فرض رسوم عليها.

أفاد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أمس (الثلاثاء) بأن لندن تعمل "بجد واجتهاد" للتوصل إلى اتفاق تجاري ثنائي مع واشنطن يسمح بتجنب الضغوط الجمركية. لكنه أقر بأنه "من المرجح أن تكون هناك رسوم" على بريطانيا، على الرغم من الجهود المبذولة.

كما تسعى دول مصدرة كبرى أخرى إلى تشكيل تحالفات استراتيجية تمكنها من اكتساب قوة تفاوضية أكبر في مواجهة واشنطن والضغط عليها لتخفيف الإجراءات التجارية.

وفي هذا السياق، أعلنت بكين وطوكيو وسيول عن "تسريع" مفاوضاتها بهدف التوصل إلى اتفاق للتبادل الحر، وهو ما يعكس رغبتهم في تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي والتصدي للتحديات التجارية.